ما هي المدارس مُتعددة الثقافات وكيف تعمل؟ سألنا فوتيني كوركوني، مُعلمةٌ في المدرسة الإبتدائية مُتعددة الثقافات في باليو فاليرو حول ما هو الفرق بين هذه المدارس وبين بقية المدارس الحُكومية وكيف يُمكنكِ تدريس طلابٍ من جنسياتٍ مُختلفة.
فوتيني هي مُعلمةٌ بقيت تُدرس لمدة أربع سنوات في مدرسة مُتعددة الثقافات في بليو فاليرو، وهي مدرسة يدرُسُ فيها أطفالنا مع تلاميذٍ قدموا إلى اليونان في لحظةٍ ما تاركين بلادهم وراءهم. كما قالت لنا، جميع المُعلمين يستطيعون التعليم في المدارس مُتعددة الثقافات، يكفي أن يعرفوا لغاتٍ أجنبية وأن يكونوا حاصلين على دراساتٍ إضافية، أي أن يكون لديهم المُؤهلات لتعليم تلاميذ أجانب بالإضافة للأطفال اليونانيين.
وحول سؤالنا من أي دولٍ ينحدر تلاميذ المدرسة مُتعددة الثقافات في باليو فاليرو، فقد قالت لنا المُعلمة بأن جميع الأطفال يُمكنهم القُدُوم ليتعلموا الأحرف في تلك المدارس، بغض النظر عن أصلهم، يكفي وجود مقعدٍ شاغر في الصف (الفصل). حسناً، يستطيع الآباء أن يقدمون طلباً في أي يوم من أيام السنة، وليس فقط في بدايتها. أيضاً، ليس هناك حاجة للقلق إذا كانوا يسكنون بعيداً عن المدرسة، بما أنه يوجد حافلاتٌ (باصاتٌ)
مدرسية تأخذ كافة الأولاد من بيوتهم.
الأمرٌ المُهمٌ بالنسبة لتلاميذ المدرسة مُتعددة الثقافات هو أنه لا يحتاجون أن يتقنوا اللغة اليونانية مُسبقاً. بين الحين والآخر يتواجد في الصف نفسه تلاميذ ممن ولدوا في اليونان وأيضاً تلاميذ وصلوا مؤخراً إلى اليونان. ولهذا السبب فإن كل صف (فصل) في المدرسة يعمل بشكلٍ مُستقلٍ، وفقاً لما يعرفه الطفل ولما يحتاج. ولكن، وبالرغم من أية اختلافات، فإن الأطفال يجدون دوماً طريقة ليُصبحوا أصدقاء من خلال اللعب، وبدون الحاجة لطلب مُساعدة الكِبار.
خلال الفترة التي كانت فيها فوتيني مُعلمة في المدرسة مُتعددة اللغات في باليو فاليرو فإنها تعلمت كيف تقول “صباح الخير” بخمسة لغات وتذوَّقت أطعمة من كل أنحاء العالم، بِمناسبة الحفلات المدرسية. قالت المُعلمة لي: “لقد فتحت لي أم مُحمد، القادمة من سورية، بيتها وقدمت لي قهوةً عربيَّة وفلافل من صنع يديها”. علمني فارِس من مِصر كيف يرقصُون في بلده. أما نُورة القادمة من الولايات المتحدة الأميريكية فقط دعتني إلى حفلتها الأولى (كونشيرتو)على القيثارة. بروغياس، من بنغلادش، أحضر لي هدية بعد إحدى سفرياته إلى بلده بنغلادش. فِيكتور من أوكرانيا لعب دور البُطولة في فيلمٍ يُوناني وحدثني عن تجربته”. ولكن، وعلى الرغم من كل اللحظات اليومية الجميلة، فإن أهم ما تعلمته هو أن احتياجات الأطفال هي نفسها، إذا ما تجاوزنا الاختلافات، أي الحُب والأمان والرضى!