فقد إبراهيم الحسين، القادم من دير الزور في سورية، قدمه اليُمنى نتيجة إنفجار قنبلة.
«حصل هذا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وكنت حينها في الشارع بِصُحبة بعض الأصدقاء. بدأت القنابل تسقط وبشكل جنوني بالقرب منا. كنا عاجزين عن فعل أي شيء. إحدى تلك القنابل وقعت بالقرب من أحد أصدقائي. ونتيجة لموجة الصدم قُذف بصديقي مسافة عدة أمتار. فركضنا حينها لمساعدته. فجأة شعرت بألمٍ كبير في إحدى قدمي. تحسستها بترددٍ مُحاولاً فهم ما حصل. أنزلت أصابعي بخوف. كانت رجلي، من بطة الساق حتى الأسفل، قد فقدت».
يظهر على قدمه اليُسرى تصلبٌ وتعجز عن الحركة بشكلٍ طبيعي.
وصل إلى اليونان قبل سنتين تقريباً بواسطة قارب مطاطي (بلم) من تركيا.
«لم يستسلم أبداً» ووجد في الرياضة ما كان يبحث عنه ليتجنب ذكريات الاستئصال.
«الغريب هو أنه حينما كنت أعيش في سورية وكنت قوية البنية ما استطعت أن أشارك في الألعاب الأوليمبية. لقد فعلتها الآن بعد أن خسرت قدمي».
كان أحد رياضيين اثنين في الفريق المُستقل للاجئين والمُهاجرين في الألعاب الأولمبية الشتوية في ريو دي جانيرو.
«أتمنى في المرة القادمة أن أكون رياضياً في الفريق اليوناني. عندي وشم على شكل علم اليونان. هل تفهمني؟ إنني معجبٌ جداً باليونان. إنها موجودة في قلبي»
تلقى إبراهيم تهنئة من رئيس الجمهورية اليونانية بركوبيس بافلوبولوس شخصياً قبل أن يُغادر بإتجاه ريو دي جانيرو.
«أتمنى أن تعود إلى وطنك مرة أخرى، ولكن حينما تعود إلى سورية فإنك ستحمل اليونان أيضاً في داخلك». كان هذا كلام السيد بافلوبولوس الذي وجهه للرياضي الشاب.
في نيسان (أبريل) الماضي نقل إبراهيم الشعلة الأولمبية إلى مركز الاستقبال في إليوناس.
كان إبراهيم يمثل مئات الآلاف من الأشخاص الذين غادروا بلدانهم باحثين عن حياةٍ أفضل. إننا في منظمة دعم المهاجرين نعلم تماماً مصاعب السفر نحو المجهول ونكون دوماً إلى جانب هؤلاء الأشخاص. ليس مُهماً
المركز الذي حصل عليه إبراهيم في الألعاب الأولمبية الشتوية وإنما مشاركته هي المهمة. وكما قال إبراهيم نفسه: أتمنى بعد أربع سنوات أن لا يوجد هناك فريق للاجئين في الألعاب الأولمبية الشتوية التي ستقام في طوكيو لسببٍ بسيطٍ ألا وهو أن لا يوجد حينها لا حرب ولا أناس مُقتلعين من جُذورهم.
هل تودون أن تكتبوا لنا قصة تعتقدون بأنها تستحق النشر؟
أرسلوا لنا رسالتكم إلى البريد الإلكتروني support@oym.gr