يعيش حسن في اليونان منذ سنوات طويلة. يحمل ذكريات عن أجمل أيامه حياته، وأيضاً لديه كلام كثير يقوله عن الأزمة الاقتصادية. من ناحية أخرى تعيش هنا عائلته وزوجته وابنته. حسن نفسه يعمل في محظة للوقود (للبنزين) في شارع ليوسيون ولو أن أحداً ما سأله ما هو أصعب أمر واجهه في هذا السفر الكبير، فإنه سيجيب بأن انسجام ابنته في الواقع الجديد هو أصعب شيء.
إنه منطقي جداً بالنسبة لعائلة مُهاجر أن يجد أولاده مصاعب مهما كانت أعمارهم. إنه أمرٌ يتعلق بالقرلر الذي إتخذه الوالدان بدون أن يسألوا أبناءهم وعلى الأبناء الآن أن يعيشوا نتائج ذلك القرار. بالتأكيد كلما كان الابن كبيراً كلما كان صَعُبَ عليه أكثر أن يقبل الهجرة. التغييرات بالنسبة لطفل في الثانية من عمره مختلفة تماماً لما هي عليه بالنسبة لطفل في الثانية عشر من عمره. أهم أمرٍ على الإطلاق هو أن يشرح الوالدان لأولادهم الأسباب التي جعلتهم يتخذون ذلك القرار. أن يحدثوهم عن أحلامهم، وأن يتكلمون معهم حول الفرص التي يعتقدون بأنهم ستتاح لهم في البلد الجديد، وأيضاً حول كيف من الممكن أن تصبح الحياة أفضل لكل أفراد العائلة في المستقبل.
انسجام الطفل في بلد مختلف عن البلد الذي ولد وعاش فيه يحتاج فترة من الزمن. ليس من الضروري أن يكون ذلك الانسجام صعباً ولكنه بكل تأكيد سيكون أسهل بالنسبة للطفل الذي يشعر بأن عائلته متأكدة من تلك الخطوة الكبيرة التي ستخطوها. يجب أن يشعر الطفل بأن أفراد عائلته متحدون أمام الوضع الجديد وبأنهم سيواجهون معاً أي حادث يقابلهم. يجب على الوالدين أن لا ينقلوا القلق إلى أولادهم، وإنما يتوجب على الأطفال أن يشعرون بأنهم يشتطيعون قول كل شيء وكل ما يشعرون به وكل ما يحدث لهم للأشخاص القريبين منهم. من ناحية أخرى يتوجب على الأبوين أن يشرحوا لأطفالهم بأنه ليس أمراً سيئاً أن يحتفظوا بعادات
بلادهم، كما أنه ليس أمراً سيئاً أن يتبنوا أشياء من بلدهم الجديد.
هل تعرفون أمراً مهماً وتريدون أن تشاركوه مع زوار موقعنا الإلكتروني:
أرسلوا لنا رسالتكم إلى البريد الإلكتروني support@oym.gr